عبقري الموسيقى في جميع العصور
لودفيج فان بتهوفن
في كل زمان يظهر لنا اشخاص بل عباقرة محترفين يكتبون اسمائهم بالخطوط العريضة في الحياة يرفضون ان يكونوا اسم في نهاية السطر ينتهي بالموت .. و هؤلاء العباقرة اختلفوا في مجالاتهم فمنهم من برز في الطب ومنهم في الفلسفة و الفن والرسم والنحت … و من ابرز العباقرة في مجال الموسيقى في جميع العصور ” بيتهوفن ” هو شخص ابدع ليترك لنا موسيقية خالدة لا تمحى بمرور الوقت بيتهوفن هو صاحب تطوير الموسيقى الكلاسيكية و الجدير بالذكر ان بيتهوفن قام بتقديم أول عمل موسيقي له في عمر 8 سنوات .. و عندما بلع من العمر 30 عام اصيب بالصمم ولكن هذا لم يؤثر ابدا على ابداعه بل ازداد و في هذه المقالة سوف نتناول حياة بيتهوفن منذ نشأته حتى وفاته و جميع اعماله و قصة اصراره وعزيمته التي لم تتراجع بعد ان اصيب بالصمم.
هو ” لودفيج فان بتهوفن ” .. في عام 1770 في اليوم السادس عشر من شهر ديسمبر ولد بيتهوفن بمدينة بون بألمانيا اما والده ” يوهان فان بتهوفن “كان يعمل بكنيسة البلدة مغنيا وهو مكتشف موهبة ابنه بتهوفن ولاحظ موهبته الغير عادية في سن مبكر .. و والدته هي ” ماريا ما جدلينا لا يم “
كان بيتهوفن مولعا بالموسيقى حتى انه الى سن الحادية عشر لم يتعلم اي شيئ في حياته غير ” الموسيقى ” … بالرغم من ذكائه الشديد وقدرته الفائقة على الاستيعاب الا انه كان منعزل الحياة يبعد عن الاشخاص وعن كل من حوله لا يجيد اساسيات الحياة من علوم ودراسات وعلاقات اجتماعية .. ولقد وصفه ” ريس ” و هو شخص كان يعرفه جيداً في ذلك الوقت فقال عنه:
” كان يبدو قميئاً.. مغلوبا على أمره.. تخلو حركاته من الرشاقة والمظهر الحسن.. كان نادرا ما يمسك بشيء دون أن يسقط من يده وينكسر، لم تنج منه أي قطعة من أثاث المنزل، فقد كانت زجاجات الحبر تنقلب يوميا لتغرق كل شيء، حتى أصابع البيانو، لم يكن يجيد الرقص أو الظهور بالمظهر اللائق.
وبمرور الوقت تمكن من ان يشغل وظيفة في الكنيسة الدوق فكان عازف الأرغن مساعد للابن الاصغر للإمبراطور ” ماريا تيريزا ” وذلك كان عندما بلغ من العمر 14 عام ولعل ذلك المنصب يثبت المستوى الفني العظيم الذي وصل اليه بيتهوفن برغم صغر سنه .. كان بيتهوفن عند غياب عازف الأرغن يعمل بالنيابة عنه وهذا الى جانب عزف الأرغون فكانت وظيفته تتضمن ايضا العمل كعازف للهارب سيورد وذلك في مسرح القصر حيث كان يقوم بتدريب المغنين على خشبة المسرح .. و التحق بيتهوفن بتعلم التأليف و قابل ” نيف ” في ذلك الوقت الذي كان له السبب الاول في ان يذاع صيت موهبة بيتهوفن تحت خبر ” الموهبة المعجزة ” لتلميذه العبقري.
صمم بيتهوفن والتحول الكبير في شخصيته
لقد اصيب بيتهوفن بصمم و هذا كان له دور كبير في تحول شخصيته حيث انه انسحب من جميع الأوساط الفنية و انهارت حياته الخاصة حيث انه ابتعد و عزف عن الزواج ولكن كل هذا لم يجعله يتوقف ويترك حياته الفنية ولكن عزف فقط عن التواجد في الحفلات العامة و لعل من انجح اعماله هي تلك التي قام بها بعد اصابته بالصمم فكان منها اثنان من السيمفونيات ” السيمفونية الخامسة و السيمفونية التاسعة ” وبالأخص في سيمفونيته التاسعة فاستطاع ان يوجه رسالته إلى العالم ” كل البشر سيصبحون إخوة. “
اعمال بيتهوفن
قام بيتهوفن بالعديد من الاعمال منها تسـعة سيمفونيات و خمس مقطوعات موسيقية على البيانو بالإضافة الى مقطوعة على الكمان ،و بعد ان تمكن من التأليف استطاع ان يقوم بتأليف مقطوعات عديدة تنسب اليه وكان من هذه المقطوعات الموسيقية مقطوعات استخدمت كمقدمات للأوبرا اما عن السيمفونيات فكان من ابرازها السيمفونية الخامسة والسادسة والتاسعة.
ولقد قام النقاد بتقسيم اعمال بيتهوفن الى ثلاث مراحل: …
المرحلة الأولى : بدأت من عام 1795 م و انتهت عام 1803 م ولقد سيطر على هذه المرحلة الطابع الكلاسيكي لهايدن وموزارت و في هذه المرحلة نسب الى بيتهوفن حوالى خمسين عملاً موسيقيا تتضمن العديد من سوناتا البيانو وكان ابرازها ” ضوء القمر و المؤثرة ” هذا بالإضافة الى السيمفونيتان الأولى و الثانية التي ذاع صيتها في ذلك الوقت.
المرحلة الثانية : بدأت من عام 1804 وامتدت حتى عام 1816 و سيطر على هذه المرحلة الشاعرية والثورية والشخصية الرومنتيكية و اعماله في تلك المرحلة تمثلت في سيمفونيته الخامسة و أوبرا ” فيديليو ” وافتتاحيات “كوريو لان” و” اجمونت.
المرحلة الثالثة : هي المرحلة الاخيرة التي جسدت السنوات العشر الأخيرة من حياة بيتهوفن ، وكانت اعماله في هذه الفترة متمثلة في سيمفونيته التاسعة و القداس الكبير بالإضافة الى وسوناتا ته ورباعياته الوترية الأخيرة.
في عام 1827 م توفى لودفيج فان بيتهوفن ” بيتهوفن ” في فيينا .. ولكن لم تتوفى اعماله ولم يفارقنا عبقريته و موهبته لأنه عبقري الموسيقى في كل العصور.
إرسال تعليق